لماذا يجب أن لا تتوقفوا عن تناول الملح (حتى لو كان ضغطكم مرتفعاً !)

 تناول الملح : الامتناع عن تناول الملح حزين وخطر. من الأفضل أن تغيّروا الملح!
كيف ستكون ردة فعلكم لو قال لكم الطبيب أنكم تعانون من ارتفاع في ضغط الدم؟ من الأفضل أن تستعدوا لأنّ هذا قد يحصل لكم فضغط الدم يرتفع مع التقدّم في السن.
والسبب بسيط: ضغط الدم في معظم الحالات هو انعكاس لعمر الأوعيّة الدمويّة لدينا (الشرايين، الأوردة، والشعيرات الدمويّة).
هذا الكلام لا يعني أنه لا مفرّ من الإصابة بارتفاع ضغط الدم بل على العكس من ذلك.
إذا اتبعتم أسلوب حياة صحياً وسليماً، فيمكنكم أن تحافظوا على صحة أوعيتكم الدمويّة وأن تتجنبوا ارتفاع ضغط الدم حتى لو بلغتم من العمر 90 سنة!
لكن لكل قاعدة استثناء بالتأكيد.
وأول استثناء هو التوتر والقلق
كان ضغط دم عمي وهو طبيب جراح، يسجّل 160-180 أثناء عمله. أما الآن وقد تقاعد، فأصبح يسجّل 130 مع جرعات بسيطة من الأدوية. بالتالي، لم تكن شرايينه هي السبب بل الضغط المزمن الذي يدفع قلبه لأن ينبض بشكل أسرع وأقوى.
الاستثناء الثاني هو الملح
الكل يعلم أنّ الإكثار من تناول الملح يمكن أن يرفع ضغط الدم. وهذا رد فعل آلي من الجسم الذي لا يحب وجود نسبة عالية من الصوديوم في الدم. بالتالي، ولخفض فائض الملح، يحبس الجسم الماء بغية زيادة كمية الدم وتخفيف الصوديوم. ومع زيادة كمية الدم التي تتحرك ضمن الدورة الدمويّة، سيرتفع بشكل آليّ الضغط على جدار الشرايين. لكن هذا لا يعني أبداً أنّ عليكم التوقّف عن تناول الملح في حال ارتفاع ضغط الدم لديكم!
لمَ لا ينبغي أن نركّز على الملح؟
أولاً، إنّ قلة استهلاك الملح خطيرة، فمعظم الدراسات الحديثة تبيّن أنّ النظام الغذائي الذي يفتقر بشدة إلى الملح يميل إلى… القضاء على المرضى.
ولعل أبرز هذه الدراسات، تلك التي نشرتها ذا لانست The lancetوالتي تتبّعت 130 ألف شخص من ما يقارب 50 دولة مختلفة.
وجاءت الأرقام حاسمة: أولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً صارماً جداً بالنسبة إلى الملح هم الأكثر عرضة للموت أو للإصابة بنوبة قلبيّة أو سكتة دماغية (أكثر من أولئك الذين يتناولون كمية الملح الأكبر!)
كما أنّ فائض الملح ليس له سوى أثر محدود على ضغط الدم لدى معظم الأشخاص. وقلة من الناس لديهم نوع من “الحساسيّة المفرطة على الملح”، ما يعني أنّ هؤلاء يسجّلون انخفاضاً واضحاً في ضغط الدم عندما يقللون من استهلاكهم للملح.
وحسن يفعلون، لكن يجب ألا نعتمد هذا كقاعدة عامة- ولا ينبغي حتى على”أصحاب الحساسيّة المفرطة” أن يخفضوا من استهلاك الملح بشكل كبير.
وأخيراً، لعل الأهم هو أنّ ما لا يحبه الجسم فعلياً ليس فائض الملح في حد ذاته: بل هو فائض الصوديوم الذي لا يعوّض بالبوتاسيوم!
فوجود كمية كافية من البوتاسيوم في الجسم تجعله وبكل بساطة قادراً على أن يتخلّص من الملح المستهلك بكمية كبيرة، ما يسمح بتجنّب احتباس المياه، وبعودة الدم إلى حجمه الطبيعيّ فضلاً عن خفض ضغط الدم.
بمعنى آخر، تحقق النسبة الوافية من البوتاسيوم النتيجة نفسها التي تحققها بعض الأدوية!
تذكّروا: إنّ الأدوية التي “تدر البول” تمنع الكليتين من حبس الملح ما يحول دون احتباس المياه ويخفض حجم الدم في الدورة الدمويّة. وهذه هي آلية عمل الأدوية المثبطة لإنزيم محول الأنجيوتنسين ومضادات مستقبلات الانجيوتينسن أو السارتان.
لكن من الأفضل كما ترون أن تزيدوا من كمية البوتاسيوم التي تستهلكونها! فالبوتاسيوم يسمح للجسم بتعديل التوازنات بشكل سلس ومتناغم.
في المقابل، عندما تجبرون الجسم على طرد الملح وعلى خفض حجم الدم… تعرّضون أنفسكم لتجفاف موضعيّ (ومع الأدوية المثبطة لإنزيم محول الأنجيوتنسين قد تصلون حتى إلى زيادة في نسبة البوتاسيوم في الدم ما يُعدّ أمراً خطراً).
تابعوا المقالة التالية : نقص البوتاسيوم: هذا هو العدو الأول لضغط الدم (وليس الملح !)
(2)
تعليقات
Loading...