لماذا عليكم تناول المغنيزيوم ومكملات الفيتامينات كل يوم (حتى لو كنتم بصحة جيدة !) (3)

المغنيزيوم ومكملات الفيتامينات: اي حال الشك، يُفضّل تناول بعض العناصر الغذائيّة ولو بفائض طفيف على أن نعاني من نقص فيها.

ستفهمون لما أنصح معظم الناس بتناول جرعة من المغنيزيوم ومكمّل من الفيتامينات المتعددة ذي نوعيّة جيدة كل يوم. أدرك تماماً أنّ هذه المقاربة لا يعتمدها الجميع. فالمتزمتون في مجال الوقاية الصحيّة والصحة الطبيعيّة يرفضون تناول أقل مكمّل غذائيّ ويجهدون كي يحصلوا على كل ما يحتاجونه عبر طرق طبيعيّة 100%، من دون أن يشغلوا أنفسهم بالتفكير كثيراً.
إنّ الفائدة الكبرى من هذه المقاربة هي أنهم يعيدون تركيز أولوياتهم على أسلوب عيشهم: ما يأكلونه، وما يشربونه، والرياضة التي يمارسونها وحسن التعامل مع مشاعرهم وانفعالاتهم. وبالتالي، يترك هذا كله تأثيراً على الصحة أكبر من تأثير المكملات الغذائيّة، التي هي مكمّلات تحديداً.
أما المشكلة فهي أنّ أسلوب العيش الأمثل ليس بأسلوب عيش الجميع بل إنه مستحيل بالنسبة إلى الكثيرين.
يعترف صديق لي أنه محظوظ لأنه قادر على التزوّد بالفيتامين D على مدار العام حيث يزور الدول المشمسة خلال الشتاء ويعمل في حديقته عاري الصدر ما أن يبدأ فصل الربيع.
إذن، عندما لا يكون أسلوب العيش مثالياً فمن الأفضل برأيي أن نتناول الفيتامينات بدلاً من ألا نفعل شيئاً. وحتى لو عشنا بشكل “مثالي”، فمن الصعب أن نعرف إذا ما لبيّنا احتياجات الجسم كلها.
المغنيزيوم ومكملات الفيتامينات
premium freepik licens
أعرف خبراء في التغذية يحسبون بالغرام ما يحتويه غذاؤهم من فيتامينات ومعادن. هذا ضرب من الجنون:
لديهم جدول مفصّل بكميّة العناصر الغذائيّة الموجودة في كل صنف طعام، وهم يزنون كل ما يأكلونه فيتمكّنون بذلك من احتساب ما يبتلعونه بدقة. هؤلاء أيضاً يعارضون عموماً الفيتامينات المتعددة ويمكن أن نتفهّم موقفهم إذ يحرصون على أن يحصلوا على كل ما يحتاجونه بدقة كبيرة من غذائهم.
لكن قلة من الناس يرغبون في أن يعيشوا بهذه الطريقة. كما أنّ هذا الحل ليس موثوقاً 100% لأنّ الحاجات “المثاليّة” ليست هي نفسها بالنسبة إلى الجميع، فقدرة الجسم على امتصاص بعض الفيتامينات بسهولة نسبياً تختلف بحسب بنية كل واحد فينا. وتؤدّي بعض الطفرات الجينيّة إلى عيب في امتصاص نوع أو أكثر من الفيتامينات (بعض الطفرات في الجينة MTHFR على سبيل المثال تجعل أيض الفيتامينات B9 وB12 صعباً). وفي هذه الحالة، نحتاج لأن نتناول كمية من هذه الفيتامينات أكبر من “الحصة الموصى بها”.
لكن معظم الناس لن “يتسلوا” بإجراء فحوصات غذائيّة أو جينيّة مفصّلة.
والمؤسف هو أنّ النقص في بعض الفيتامينات والمعادن لا يظهر دوماً في تحاليل الدم. السبب بسيط: إن كمية الفيتامينات والمعادن في الدم لا تعكس حكماً وجودها في الأنسجة والخلايا.
أما الاستثناء الأبرز لهذه القاعدة فهو الفيتامين D. لهذا، غالباً ما أتحدّث عن المعدّل في الدم الذي ينبغي بلوغه (أكثر من 40نغ/مل) بدلاً من الحديث عن الكمية التي يجب تناولها كل يوم.
لكن وفي ما عدا هذه الحالة، من الصعب أن نجد فحوصات موثوقة تسمح لنا بأن نعرف ما إذا بلغنا المعدّل “الأمثل” من الفيتامين C أو الفيتامين E أو المغنيزيوم. ولهذا السبب، أختار أن أتناول مكملاً من المغنيزيوم والفيتامينات المتعددة ذا نوعية جيدة، علماً أنّي أتبع نظاماً غذائيّاً وأسلوب عيش جيدين.
أرفض أن أعرّض نفسي لخطر الإصابة بنقص في عنصر غذائيّ حيويّ لأني أعرف جيداً الأثر الذي يمكن أن يخلّفه هذا على صحتي على المدى الطويل.
ابقوا على تواصل معنا وتمتعوا بصحة جيدة!
إن كنتم تعانون من ارتفاع في ضغط الدم، فهل تعالجون المشكلة بطرق طبيعيّة أم بالأدوية (أم الاثنين معاً)؟ ما هي نتائج طريقتكم على الضغط لديكم؟ وما هي الآثار السلبيّة لها؟
كزافييه بازان
تابعوا المقالة التالية : هل تناول الفيتامينات بدون وصفة طبيب يمكن أن يؤذينا ؟ (4)
تعليقات
Loading...