إليكِ ما يعنيه وجود بقعة بيضاء على ملابسك الداخليّة

بقعة بيضاء على ملابسك الداخلية: هل سبق لكِ أن وجدت آثاراً بيضاء على ملابسك الداخليّة كما لو أنك سكبت عليها مادة مبيّضة؟ لست الوحيدة التي تتساءل بشأن هذا الموضوع! يعتقد الكثيرون أنّ السبب هو مسحوق غسيل غير مناسب أو منظّف قاسٍ، إلا أنّ التفسير الحقيقي مدهشٌ أكثر… وطبيعيٌ كلياً.
آلية دفاع قويّة
إنّ المهبل عضو مستقلّ يتمتع بنظام تنظيف ذاتي خاص به، لاسيّما بفضل الإفرازات المهبليّة. فوجود هذه السوائل ليس محض صدفة إذ تسمح بالتخلّص من الأوساخ والملوّثات وبالحفاظ على توازن الفلورا الحميمة، ما يجعل منها أشبه بنظام حماية طبيعيّ.
إذن، تحتوي هذه الإفرازات على بكتيريا مفيدة وعلى أحماض طبيعيّة تلعب دوراً محورياً في الحماية من أيّ عدوى أو التهاب. النتيجة؟ محيط حمضي بشكل طبيعي، مع معدل حموضة يتراوح بين 3.8 و5. وهذا المستوى من الحموضة مثاليّ لتجنّب انتشار وتكاثر البكتيريا الضارة، إلا أنه قد يترك أثراً غير متوقّع على الملابس الداخلية…
الحموضة تعمل: لمَ يتغيّر اللون؟
تخيّلي أنك تسكبين بضع نقاط من عصير الليمون الحامض على قطعة قماش ملوّنة. يمكن للحموضة أن تغيّر لون القماش، أليس كذلك؟ ينطبق الأمر نفسه على الملابس الداخلية! يمكن للإفرازات المهبليّة، الحمضيّة بطبيعتها، أن تتفاعل مع ألياف القماش لاسيّما القطنيّ أو الصناعيّ الملوّن منه ما يؤدي إلى تغيّر طفيف في اللون، شبيه بالأثر الذي تتركه بعض مواد التنظيف.
بالتالي، هذه الآثار ليست ناجمة عن مشكلة في النظافة الشخصيّة أو الغسيل بل هي ظاهرة فيزيولوجيّة طبيعية. في الواقع، هذه الآثار تعني أنّ جسدك يقوم بعمله بشكل جيد!
كيف نحافظ على التوازن المهبلي؟
لا بد من أن تهتمي بالفلورا الحميمة لتتجنبي أيّ خلل، حتى وإن كانت هذه الإفرازات غير ضارة. إليك الخطوات البسيطة التي ينبغي عليك اعتمادها:
  • اختاري ملابس داخلية من القطن: يسمح هذا النوع من الملابس بتهوئة أفضل ويحدّ من الحساسيّة والتهيّج الناجمين عن الأقمشة الصناعية.
  • تجنبي الغسيل المهبليّ: فهو يزعزع التوازن الطبيعي ويمكن أن يعزز الإصابة بالعدوى.
  • ابتعدي عن المنتجات المعطّرة: يمكن للصابون القاسي أو الفوط الصحيّة اليوميّة أو الصابون السائل المعطّر أن يعدّل الحموضة المهبليّة.
  • فضّلي الملابس الواسعة: يمكن لكثرة الاحتكاك أو للقماش الضيّق أن يزيد التهيّج.
متى ينبغي أن تقلقي؟
إن كانت الإفرازات شفافة أو بيضاء ولا تنبعث منها رائحة قوية فأنت على ما يرام. إما إذا لاحظت تغيّراً مفاجئاً في اللون (يميل إلى اللون الأصفر أو الأخضر أو الرمادي) أو انبعاث رائحة كريهة أو أعراضاً أخرى مثل الحكاك والحريق، فراجعي الطبيب.
دليل صحة، فلا تقلقي!
الآثار البيضاء على ملابسك الداخلية ليست مشكلة بل دليل على أنّ جسدك يعمل بشكل صحيح. فهذه الظاهرة مهما بدت غريبة، تعكس آلية حماية فاعلة وطبيعيّة. إذن، لا داعي لأن تقلقي في المرة القادمة عندما تلاحظين وجود هذه الآثار: إنّ جسمك يقوم بالمهمة المطلوبة منه!
تعليقات