القولون العصبي : المرض ذو ال 100 وجه ( الجزء الثاني )
القولون العصبي :ضعوا هذا في طعامكم لتحافظوا على أمعائكم
هناك العديد من الخبراء، اليوم، الذين يعتقدون أن السبب وراء مشكلة القولون العصبي يكمن في اختلال الوسط البكتيري الخاص بالأمعاء. الخطوة الاولى في محاربة متلازمة القولون العصبي، بعد أن نستبعد التحسس، هي العمل على الوسط البكتيري.
نبدأ بالبروبيوتيك مثلاً. هذه البكتيريا المفيدة تؤثر بشكل إيجابي على الغشاء المخاطي للامعاء : إنها تقوي الوسط البكتيري وتكبح تكاثر البكتيريا السيئة المسببة للمرض. نجد البروبيوتيك في الأطعمة المخمرة (المخللات، الكفير، الكيمشي، الميزو…) وعلى شكل مكملات غذائية.
توصلت التحليلات، التي تابعت الدراسات الصادرة بهذا الصدد بين 1950 و2007، إلى استنتاجات مشجعة، مع هناك حاجة إلى أبحاث إضافية. المشكلة أن هناك بضعة مئات من أنواع البكتيريا المختلفة وأن كل ٌمنا يمتلك وسطاً بكتيرياً متميزاً عن غيره. وما يلائم شخصاً ما لا يتلاءم بالضرورة مع كل الناس.
هناك مواد أخرى مثل البلاستيك والمبيدات الحشرية متهمة بالتأثير سلباً على الفلور المعوية (الوسط البكتيري).
بشكل عام، اعطوا الأولوية لتناول الأطعمة الناتجة عن الزراعة العضوية.
ألياف ؟ نعم، لكن…
شاعت منذ زمن طويل نصائح للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي توصي أن يستهلكوا ألياف أكثر، وأن يأكلوا خصوصاً نخالة القمح. لكن دراسات عديدة أشارت إلى أن المنتجات التي تحتوي على ألياف لا تذوب في الماء، ومنها نخالة القمح، تفاقم أعراض بعض الأشخاص بدل أن تخففها.
من الأفضل أن تلجأوا إلى الألياف القابلة للذوبان التي تشكّل في الأمعاء نوعاً من الهلام عندما تحتكّ بالماء. إنها تسهل المرور المعوي بدون أن تهيّج بطانة الأمعاء وتغذي البكتيريا الجيدة في القولون. نجد هذه الألياف في أغلب النباتات (شوفان، شعير، جزر، كوسى، سبانخ، برتقال، كريب فروت، دراق (خوخ)…
التوصيات ال 4 التي علينا ان نتبناها بالدرجة الاولى
قد لا ننتبه دائماً للأمر، ولكن أسلوب حياتنا غير المتوازن يعرّض غالباً أمعائنا لاختبار صعب.
إليكم بضع نصائح للمحافظة على جهازكم الهضمي:
- تجنبوا الوجبات الغنية جداً. من الأفضل أن تأكلوا غالباً وجبات صغيرة، والأفضل أن تكون في ساعات محددة.
- امضغوا جيداً. الاسنان تقوم بكل العمل وما تقوم به أنزيمات اللعاب لا تقوم به أعضاء الجهاز الهضمي.
- خففوا من استهلاك الأطعمة الصعبة الهضم أو المهيّجة (أطعمة دهنية و/ أو مقلية، ملفوف (كرنب)، قهوة، فلفل حار…).
- اشربوا ما يكفي من الماء، والأفضل أن يكون هذا خارج الوجبات. ننصح عموماً بشرب ما بين 0,7 و 2 ليتر من الماء، بحسب الشخص، النشاط الجسدي، الحرارة، رطوبة الهواء…
معدتكم تحتاج لعطلة…
عندما نعمل بجهد، من الأفضل ان نأخذ عطلة. والأمر مشابه بالنسبة لأمعائكم.
وهكذا، لاحظ باحثون أن الصوم يمكن أن يساهم في التخفيف من الانزعاج الناتج عن اضطرابات القولون المتكررة. بعد 10 أيام متتالية من الحرمان يتبعها 5 أيام من إعادة التغذية، تتراجع العوارض بشكل ملموس عند المرضى.
هذه الحلول هي الخطوات الاولى لاستعادة الصحة الكاملة للأمعاء. لكن إذا أردتم الذهاب أبعد في عملية الشفاء، اعلموا أن هناك تقنيات أخرى للحصول على نتائج أسرع فيما يتعلق باضطرابات الهضم. سنكلمكم عنها في مقالات قادمة.
تابعوا الجزء الأول من هذا المقال عبر معلومات صحية.