أمراض الكلى : ما هو النظام الغذائي المناسب لحسن عمل الكليتين ؟
أمراض الكلى: عضو صغير وكثير من العمل
تعمل الكليتان على تصفية ما يقارب 180 ليتر من الدم في اليوم. يمرّ الدم عبر كبيبات الكليّة وهي شبكة من الأوعيّة الدمويّة التي تعمل جدرانها على ترشيحه فيخرج من مصنع التكرير هذا وقد تخلّص من كافة الأوساخ التي يتم طرح جزء منها من الجسم عن طريق البول.
هذا العمل مذهل في حدّ ذاته لكن اعلموا أنّ الجهود اليوميّة للكليتين لا تقف عند هذا الحدّ، فهما تعملان أيضاً على إعادة امتصاص المياه والمعادن التي يحتاجها الجسم ويعيدانها إلى الدورة الدمويّة.
وهذا ليس كل شيء! فالكليتان تتوليان أيضاً وظائف أخرى:
- تنتجان الإريثروبويتين الذي يلعب دوراً في صناعة كريات الدم الحمراء.
- تنتجان أيضاً الرينين والأنجيوتنسين، وهما هرمونان معنيان بتنظيم وضبط ضغط الدم.
- تحوّلان الفيتامين D فتجعلانه نشطاً ما يسمح لعظامنا بأن تبقى قويّة وصلبة.
وهذا يعني الكثير من العمل لعضوين صغيرين لا يتعدّى طولهما 12سم وعرضهما 6سم.
ويمكننا أن نفهم بسهولة أنّ الكليتين، وتحت تأثير عوامل مختلفة، تعانيان ولا تتمكنان من بذل الجهود نفسها… حتى يصل الأمر إلى القصور أو الفشل الكلويّ. وفي هذه الحالة، لا يتمكّن الجسم من التخلّص من أوساخه بسهولة ولا تتمكّن الكليتان من تحقيق التوازن في ما يتعلّق بالمواد المختلفة التي يحتاجها الجسم: ماء، ملح، بوتاسيوم، كالسيوم، هرمونات…
وفي هذه الحالة، تظهر المشاكل الصحيّة المختلفة مثل:
- ارتفاع ضغط الدم (خلل في انتاج الرينين والأنجيوتنسين)
- فقر الدم (الناجم عن نقص في الأريثروبويتين)
- ترقق العظام (لا يتم تنشيط الفيتامين D بشكل كافٍ)
- أمراض القلب والشرايين (عندما يتراجع عمل الكليّتين، يرتفع احتمال الإصابة بالأزمات القلبيّة والجلطات والسكتات الدماغيّة).
حذار سوء التغذية
في حال التأكد من الإصابة بالقصور أو الفشل الكلويّ، ينصح المجتمع الطبيّ المريض بخفض استهلاكه للبروتينات. وقد أثبتت هذه الاستراتيجيّة فاعليتها في الحفاظ على الكليتين والحدّ من تطوّر المرض وتفاقمه.
يبلغ استهلاكنا للبروتينات بشكل عام حوالى 1.35غ لكل كيلوغرام في اليوم، ونسمع أحياناً أنّ الوضع المثالي هو أن نكتفي ب0.6غ لكل كلغ في اليوم إن كنا نعاني من قصور كلويّ.
لكن المخاطر المرتبطة بهذا النوع من النظام الغذائي دفعت إلى إعادة النظر بهذا الرقم والسعي إلى رفعه، وهذا أمر جيد برأيي. نحن نتحدث حالياً عن 0.8غ لكل كلغ في اليوم.
علاوة عن ذلك، يمكن أن يُسجّل المريض نقصاً في الغذاء، لا بل سوء تغذيّة ما من شأنه أن يؤدي إلى مشاكل صحيّة خطرة تصل إلى حدّ الموت. إذن، من المهم ألا تبالغوا في خفض استهلاككم للبروتينات.
من ناحيتي، أوصي بإعطاء الأفضليّة للبروتينات النباتيّة على الحيوانية منها لأنها تتطلب جهداً أقل من الكليتين كما أنها أقل حموضة.
في الواقع، تؤثر الكليتان أيضاً في توازن درجة حموضة الجسم. في حال وجود قصور كلويّ، لا يتم التخلّص بشكل صحيح من الأحماض المتأتية عن الطعام ويمكن للجسم أن يعاني من الحماض.
بالتالي، يجب اختيار النظام الغذائي القلويّ القائم على الفواكه والخضار بشكل خاص. ويكمن الحل المثالي في أن تكون حصة المأكولات القلويّة في طبقنا ضعف حصة المأكولات الحمضيّة (ومن بين المأكولات الحمضية: اللحم، السكر والحبوب المكررة، ومشتقات الحليب، والبيض، الخ…)