أي نوع من معجون الأسنان يساهم في ظهور التسوّس ؟
معجون الأسنان يسبب التسوس: إنه أحد أحدث المكوّنات التي اجتاحت رفوف مستحضرات العناية بنظافة الأسنان لأنه مثاليّ لإزالة السموم أو تحسين رائحة الفم ومكافحة أيّ عدوى. يتم الحصول عليه عبر حرق الخشب أو مواد عضويّة أخرى (قشرة جوز الهند، قشرة الجوز، البامبو…)، وتعمل العلامات التجاريّة التي تسوّقه على إبراز خصائصه المبيّضة.
هل عرفتم ما هو؟ إنه الفحم النباتي. يستخدمه الكثيرون لتجنّب ظهور البقع على الأسنان أو تخفيفها بعد أن أصبح المكوّن الذي لا غنى عنه في أصناف معجون الأسنان الطبيعي المختلفة.
لكن تجدر الإشارة إلى أنه ليس الحليف المثاليّ لأسنانكم! في الواقع، هذا المكوّن قليل الفاعليّة، لا بل خطر. وهذا ما أكده أخصائيون في مجلة British Dental Journal.
ولعل الأسوأ هو أنّ الفحم النباتي يساهم في ظهور التسوّس!
الكثير من الفحم يُفسد الأسنان
يرى الباحثون في الدراسة أنّ فوائد معجون الأسنان بالفحم النباتي مبالغ فيها للغاية. فالحبيبات الكاشطة التي تسمح بإزالة الجير والبقع الصفراء عن الأسنان تجعل المينا ضعيفاً فلا يستطيع أن يتجدد. وتصبح الأسنان على المدى الطويل أكثر ضعفاً أمام عدوى البكتيريا، ما يساهم في:
- الحساسيّة المفرطة على المأكولات والمشروبات الباردة وعلى المضغ
- ظهور التسوّس
وهذه مصيبة بالنسبة إلى معجون أسنان تكمن مهمته الأساسيّة في الحفاظ على صحة الفم والأسنان!
كما أنّ استخدام الفحم النباتي في معجون الأسنان لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى اصفرار الأسنان (كما هو الحال عند المدخنين). فتآكل مينا الأسنان يفضي أكثر فأكثر إلى ظهور الطبقة العاجيّة التي تكون داكنة أكثر.
هل الفحم النباتي هو سرطان الأسنان؟
تم تسجيل مشكلة أخرى: إنّ تراكم الفحم النباتي في الأماكن المصابة المحيطة بالأسنان قد يؤدي إلى تغيّر لون الأنسجة فيصبح رمادياً وإلى تآكل اللثة ما يسبب الألم ويمنح مظهراً غير جميل.
ولا تتوقّف المساوئ عند هذا الحد… فوفقاً للتحاليل التي أجريت على 50 معجون أسنان مختلفاً، يحتوي الفحم الطبيعي على مواد طبيعيّة يُحتمل أن تسبب السرطان. في الواقع، تبيّن وجود جزيئات الهيدروكربون العطريّ المتعدد الحلقات، وهي جزيئات من عائلة النفط الخام نفسها! وقد أظهرت دراسات عدة على الأوبئة أنّ سلسلة ذرّات الكربون هذه تلعب دوراً في ظهور بعض أنواع السرطان عند الانسان.
بالتالي، وجد الباحثون أنّ المعلومات التسويقيّة “مغلوطة وزائفة ومخالفة لمصلحة الزبون ومبدأ حمايته!”
كفوا عن البحث عن المنتج السحريّ
لا داعي للهلع إن قمتم مؤخراً بتنظيف أسنانكم بالفحم النباتي، فاستخدامه لمرة واحدة لا يسبب الكثير من الأذى بالتأكيد. لكني أنصحكم بأنّ تحدوا من استخدامه بحيث يقتصر استعمالكم له على بضعة أيام في الشهر فقط وأن تتجنبوا الاستعمال الطويل الأمد.
وهذه النصائح والتوصيات صالحة أيضاً إن كنتم تستعملونه على شكل مسحوق أو كبسولات. لا تتجاوزوا العشرة أيام عند استعماله كعلاج، واجعلوا بين المرة والأخرى فاصلاً زمنياً من أسابيع عدة.
إن كنتم تبحثون عن معجون أسنان جيد، فاختاروا واحداً طبيعياً من دون مواد مضافة خطرة مثل:
- الفلور الصناعي
- كبريتات لوريل الصوديوم (عامل مسبب لرغوة)
- التريكلوزان أو التريكلوسان
- أو ثنائي أكسيد التيتانيوم (E 171)
ولمكافحة اصفرار الأسنان، اعلموا أنّ الحل الأفضل هو الحفاظ على نظافة الأسنان ما يعني أن نستخدم الفرشاة والمعجون لتنظيفها بعد كل وجبة، من دون أن ننسى الفواصل ما بينها.
المراجع
[1] Charcoal-containing dentifrices”, Linda H. Greenwall, Joseph Greenwall-Cohen & Nairn H. F. Wilson, British Dental Journal 226, 697–700 (2019) [2] Dentifrice au charbon, ne tombez pas dans le panneau ! Solutions Naturopathie