الكولسترول: مادة ضرورية للحياة لا غنى للجسم عنها

0

الكولسترول مادة ضرورية

إنّ الكولسترول ضروريّ للحياة. يستخدمه الجسم لبناء الأغشية الخلويّة، والهرمونات الجنسيّة، والفيتامين D وأحماض الصفراء.

سمعنا من الأخصائيين على مدى سنوات أنه يتوجّب علينا أن نخفض استهلاكنا من الأطعمة الغنية بالكولسترول كي نضبط معدلاته في الدم. لعلها طريقة مفرطة في التبسيط في النظر إلى الأمور.

الكولسترول هو مادة دهنيّة ذات تركيبة شمعيّة تتواجد في الأوعية الدمويّة بهدف نقل الدهون إلى الخلايا. يجب أن نميّز بين الكولسترول الداخلي المنشأ أيّ الذي يصنعه الجسم والكولسترول الخارجي المنشأ الذي يصل إلى الجسم مع الأطعمة.

يصنع الجسم نفسه الكولسترول في الدم، لاسيّما على مستوى الكبد والإمعاء. ولا يمكن للجسم أن يمتص الكولسترول من الطعام إلا بعد عملية أسترة في الإمعاء تقوم بها الأحماض الدهنيّة. يُخزّن الكولسترول في الجسم ليُعاد إطلاقه لاحقاً في مجرى الدم. نجد الكولسترول في كافة أعضاء الجسم تقريباً علاوة على هرمونات الخصيتين والغدة الكظريّة.

إنّ الكولسترول ضروريّ للحياة. يستخدمه الجسم لبناء الأغشيّة الخلويّة والهرمونات الجنسيّة والفيتامين D وأحماض الصفراء. ومسألة تأثير الكولسترول ليست بالسهلة، فهو أحد مكوّنات ما نسميّه البروتينات الدهنيّة التي تُصنّف ضمن 4 فئات. سنكتفي هنا بالإشارة إلى الفئتين الأهم من ضمن هذه الفئات: LDL وهو “الكولسترول الضار” وHDL وهو “الكولسترول الحميد”.

المخاطر على الصحة

ذكر الدكتور بريسون، وهو باحث في التغذية يعمل لحساب الحكومة الكندية واستاذ في التغذية في جامعة لافال في إقليم الكيبك: “أنّ الكولسترول الغذائي ليس له أثر كبير على تركيز الكولسترول في الدم عند مجمل الناس بشكل عام.”
بدأنا اليوم نعرف بشكل أفضل كافة الدهون المشبعة ونحدد بطريقة أحسن “الضارة” منها مقارنة مع “الجيدة”! وقد نشر العديد من الأطباء والعلماء أعمالاً “شكّلت صدمة” لكشف الأخطاء والمعلومات المغلوطة التي تُسوّق بين الناس وفي الوسط الطبيّ بشأن دور الكولسترول في الصحة والاستخدام المفرط والخطر لأدوية الستاتين التي توصف لتخفيض الكولسترول.

يسمح لنا وضع المعارف الحالي في ما يتعلّق بالغذاء والكيمياء الغذائية بأن نستنتج أنّ معدل الكولسترول في الدم لا تحدده الأطعمة التي نستهلكها فقط.

صحيح أنّ بعض هذه الدهون المشبعة يمكن أن يصبح عدواً لنا إذا ما زادت عن حدّها إلا أنّ الملفت أكثر هو أنّ هذه الدهون لا نجدها حكماً في الأطعمة التي نشير إليها بإصبع الاتهام! فلا ينبغي علينا أن نحذر من الدهون ذات المصدر الحيواني بل من الدهون التي ينتجها الجسم عبر تحويل السكر والكربوهيدرات إلى دهون وتخزينها في الكبد ومناطق أخرى من الجسم!

مراجع:
Le grand mythe du cholestérol. Stephen Sinatra M.D., Jonny Bowden PH.D.

تعليقات
Loading...