هل تعتقدون أن صحتكم جيدة ؟ قد تكونون على خطأ !
صديقتي العزيزة، صديقي العزيز،
لديكم شعور بأنكم بصحة جيدة، أو على الأقل بحالة جيدة…
هل أنتم متأكدون ؟ سنرى…
- هل تستطيعون الاستيقاظ كل يوم بمزاج جيد، قبل أن يدق المنبه بخمس دقائق ؟
- أو هل تفتحون نافذتكم وأنتم تفكرون :” سأمضي يوماً جميلاً ! “.
- هل تلتقطون عدوى البرد البسيطة والتي تنغص حياتكم رغم هذا ؟
- عندما تسهرون إلى وقت متأخر، أتستطيعون تجنب وجع الرأس الرهيب الذي يجعلكم ترغبون في البقاء في السرير صباح اليوم التالي ؟ أو تظهر جيوب تحت عيونكم ؟
- هل أنتم قادرون على ممارسة الرياضة على الأقل ثلاث إلى خمس ساعات في الأسبوع ؟
- ألا يصيبكم أبداً وجع ظهر، وجع بطن، نفخة أو عسر هضم ؟ أتشعرون بأنكم سريعو الغضب أحياناً ؟ هل لديكم شعور بأنكم متعبين دائماً ؟
- وبشرتكم… هل لاحظتم كم هي جافة ؟ وأن أظافركم تتكسر، أو مخططة أو عليها بقع بيضاء ؟ لأي درجة شعركم باهت ومزروع بالقشرة ؟
سأتوقف هنا…
كل هذه العوارض البسيطة تشير إلى أن النقص موجود أحياناً مع أننا نعتقد أننا بأفضل حال.
قد تكونون انتبهتم إلى أنني لم أذكر في أي لحظة اسم مرض.
لماذا برأيكم ؟
لأنكم يجب أن تميزوا شيئين. من جهة، هناك أولئك الذين يضعون التشخيص ويصفون العلاجات عندما يكون الشخص مريضاً. وهذا هو دور الطبيب حصرياً.
لكن إذا لم نكن بحاجة للذهاب إلى الطبيب فهذا لا يعني أن ليس هناك ما يجب أن نفعله لنحافظ على لياقتنا البدنية ونحمي صحتنا بواسطة الغذاء. وهذا هو دوركم.
نعرف اليوم أن أكثر من 30 إلى 40% من الإصابات بالسرطان ناتجة عن أخطاء في التغذية، كما يؤكد العلماء. هذه المعلومات أصبحت معروفة منذ سنوات قليلة فقط. لكن من الضروري أن نتمسك بها وأن نحسب حسابها.
وهذا هو الموضوع الآن. للمحافظة على اللياقة، لاستعادتها من جديد، يجب أحياناْ أن لا نتردد في اللجوء إلى المكملات الغذائية.
لأنه غالباً هذه المكملات ضرورية للبقاء بلياقة جيدة. بعكس ما تؤكد السلطات الصحية، الأغذية التي نتناولها اليوم لم تعد تكفي لتأمين التغذية المثالية.
أطعمة فارغة من المواد الغذائية
أظهرت عشرات الأبحاث الجامعية في كندا وأميركا وبريطانيا بين عامي 1997 و 2015، حجم الكارثة التي تتعلق بتركيز المواد المغذية في الأطعمة التي نأكلها.
هذه الأبحاث التي اختصرها Brian Halweil الباحث في معهد Worldwatch، تؤكد أن الأطعمة التي نأكلها : كثيرة الدهون والسكر ولكنها عديمة الفائدة من الناحية الصحية.
حتى في الأطعمة المشهورة بأنها صحية، يمكننا القول إن كمية الفيتامينات A وC، البروتينات، الفوسفور، الكالسيوم، الحديد ومعادن أخرى تضاءلت لتصبح مقسومة على 2، على 25، على 100 في خلال نصف قرن.
قد يبدو هذا غير قابل للتصديق. لكن لتحصلوا على نفس الفوائد الغذائية لحبة واحدة من الفاكهة أو الخضار في سنوات الخمسينات، يجب أن تأكلوا منها اليوم نصف صندوق !
لنأخذ التفاح كمثال
في الماضي، عندما كان أجدادنا يأكلون تفاحة، كانوا يحصلون منها على 400 ملغ من الفيتامين C، الضروري لتصنيع وتجديد الجلد والعظام.
اليوم، تعرض علينا رفوف السوبرماركت تفاحات غولدن موحدة الشكل، تحتوي كل منها على 4 ملغ من الفيتامين C، حسب ما يقول الدكتور Philippe Desbrosses.
يجب أن نأكل 21 برتقالة يومياً لنحصل على نفس الفائدة !
الفيتامين A، الضروري للنظر ولجهاز المناعة، في حالة انهيار مريع بالنسبة ل 17 من أصل 25 نوع من الفواكه والخضار فحصها الباحثون الكنديون. الانهيار كامل بالنسبة للبطاطس والبصل التي لا تحتوي شيئاً من الفيتامين A.
قبل نصف قرن، كانت برتقالة واحدة تغطي تقريباً كل حاجاتنا اليومية من الفيتامين A.
اليوم، يجب أن نتناول 21 برتقالة للحصول على نفس الكمية من هذا الفيتامين الثمين. أيضاً، حبة دراق واحدة تعادل 26 اليوم، والبطاطس، البصل، البروكولي لم تعد تحتوي تقريباً على الكالسيوم. كما أن اللحم أصبح يؤمن نسبة حديد أقل بكثير من السابق.
وماذا لو أخذنا على عاتقنا مسؤولية لياقتنا وصحتنا ؟
إذا أردنا هذا، لسنا بحاجة لأن نتعلم الطب أو التغذية. هناك معلومات مفيدة يمكن أن تساعدنا. إذا وجدتم طبيباً يستطيع أن ينصحكم أو أن يرشدكم في هذا الطريق، سيكون حظكم عظيماً.
هذا ما أحاول فعله مع مرضاي.
” لست مريضاً، إذن أنا بصحة جيدة “.
في عيادتي أسمع هذه الجملة طوال اليوم.
مع هذا، كم عدد الأشخاص بيننا الذين ” يقعون مرضى ” فجأة بينما هم بصحة جيدة ؟
البعض يستشيرون طبيبهم بانتظام، يجرون تحاليل وفحوصات وصور أشعة… كيف لم يلاحظوا المرض الذي على وشك أن يصيبهم ؟
الأطباء المؤهلين للتعامل مع أعراض المرض لا أسبابه، لا يستطيعون اقتراح برامج للوقاية خاصة بكل شخص.
بالفعل، علوم التغذية والطب الوقائي للياقة والصحة ما زالت علوماً جديدة. حتى الآن، ما زالت مخصصة للمدراء وللرياضيين.
ولكن لماذا لا يستفيد منها كل الناس ؟
الغذاء الخارق لصحة خارقة
ماذا يعني أن نكون بصحة جيدة ؟
” الغذاء الخارق يعارض كل الأفكار القديمة في علم التغذية. نظامنا الغذائي الحديث المصنع، فقير وملوث ولا يحتوي كل العناصر الغذائية المهمة لصحتنا. نعتقد أيضاً أن وجود بعض المواد الملوثة ( المبيدات الحشرية والزراعية )، علاوة على تأثيراتها السامة التي تم إثباتها الآن، ستكون سبباً لظاهرة المواد ” المضادة للغذاء ” السامة والتي ستحل محل المواد المغذية الأساسية في الحسم “.
” بخلاف معظم الحيوانات، لا يستطيع الإنسان تركيب بعض الفيتامينات. يجب أن يحصل عليها من الغذاء. بينما هو يأكل قليلاً لئلا يزيد وزنه. لهذا يحدث عنده نقص في الفيتامينات التي يجب أن يستهلك منها كمية عالية يومياً يتم اختيارها حسب طبعه وطريقة حياته اليومية “.
هذا النص هو من كتاب ظهر سنة 1978 تحت عنوان ” الغذاء الخارق “.
بعدها انكب العديد من الكتاب على هذه المواضيع وألفوا العديد من الكتب المدهشة التي تقود القراء نحو ” الصحة الخارقة “.
التحولات في نوعية الأطعمة، في تركيزها بالمواد المغذية لا تحسب حساب الحاجات الخاصة لكل فرد.وهذا ما يبرر منطقياً اللجوء إلى مكملات غذائية مناسبة إذا أردنا ” الصحة الخارقة “.