حرقة المعدة أو ارتداد الأسيد: لا تبحثوا عن الدواء المعجزة ! ( الجزء الأول )
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم يومياً من حرقة المعدة أو ارتداد الأسيد المصحوبين بارتجاع الحمض. إنها الأعراض النموذجية لارتداد الحمض من المعدة والمريء. من جهة أخرى، عديدون هم أيضاً الذين يصابون بهذا العارض المرضي دون أن يعلموا.
قد تكون ربما هذه هي حالتكم إذا كنتم تستيقظون مراراً في الصباح مع صوت أجش، إذا كان لديكم سعال دائم أو إذا كنتم تعانون من وجع متكرر في الحنجرة أو من أنف مزكوم. في كل الحالات، ارتداد الأسيد أو الحمض ليس شيئاً نبتهج به.
ارتداد الحمض الكلاسيكي مؤلم وينتهي بأن يسبب سرطان المريء. بينما الارتداد الصامت قد يسدّ المجاري التنفسية ويقلل من نوعية نومكم.
القليل من ارتداد الأسيد قد يكون فرصة لإنقاذ حياتكم!
ومع هذا، فالقليل من ارتداد الأسيد قد يكون فرصة لإنقاذ حياتكم. قد تكون هذه هي الدفعة المصيرية التي تحتاجونها كي تولوا اهتماماً لجهازكم الهضمي، وبالتالي كي تتخلوا عن عاداتكم السيئة وتستفيدوا من سلسلة من النتائج الإيجابية على شكلكم وصحتكم وطول عمركم.
لا تبحثوا عن الدواء المعجزة !
لأن ليس هناك أي طريقة للحصول على دواء معجزة ضد ارتداد الأسيد. تحب شركات الأدوية أن تجعلكم تعتقدون العكس. لكن الحقيقة أن الباحثون بعيدون جداً عن القدرة على تصنيع دواء قادر على شفاء ظاهرة معقدة مثل الحرقة أو ارتداد الأسيد.
في أفضل الحالات، هذه الأدوية تخفف من عوارضكم. وغالباً ما تكون غير نافعة. وفي كل الحالات، إنها خطرة على المدى الطويل. أكثر الأدوية وصفاً للحرقة هي مثبطات مضخة البروتون Proton-pump inhibitors (PPIs)، ولها تأثير وحيد : الحدّ من حموضة المعدة بشكل كبير. إنها تخفف الألم… لكنها لن تشفيكم، لأن سبب ارتداد الحمض ليس المعدة الشديدة الحمضية. وخصوصاً أن أدوية ال PPIs تؤدي إلى أمراض خطيرة ووفيات مبكرة عندما تؤخذ على المدى الطويل.
مواد طبيعية للتخفيف من حموضة المعدة:
لحسن الحظ أن هناك مواد طبيعية تخفف من حموضة المعدة بدون التأثيرات الجانبية لل PPIs مثل الميلاتونين أو الزنجبيل. هناك أيضاً نبتات تخفف بشكل فعال من تحسس المريء مثل عرق السوس، المليسا، الخطمية أو الألوه فيرا (يمكنكم أن تجربوا أيضاً وصفات أخرى).
مع أن هذه المواد طبيعية تماماً، فهي يجب أن تبقى أيضاً حلولاً مؤقتة…إنها مفيدة على المدى القصير، الوقت اللازم لكي يقوم جسمكم بالإصلاحات التي يتطلبها.
لأن تفكيركم يجب أن لا يتجه نحو “كيف أطفئ هذه النار”، ولكن نحو “ما الذي يريد جسمي مني أن أفعله؟”
هل تشعرون بالمرض ؟ جسمكم يحاول أن يقول لكم شيئاً !
افهموا جيداً أن جسمكم لا يريد أن يؤذيكم. إذا كنتم تشعرون بألم في مكان ما، فهذا يعني عموماً أنه يحاول أن يبعث لكم رسالة، على أمل أن تفعلوا شيئاً ما.
إذا وضعتم يدكم على شيء يحترق، سيجبركم الألم على انتزاعها فوراً. جسمكم لا يريد أن يزعجكم، إنه يريد أن يحميكم: إذا لم تتصرفوا فوراً، فقد تخسرون يدكم سريعاً.
نفس الشيء بالنسبة لأغلب المشاكل المزمنة : إذا كنتم تعانون منها، فالسبب عموماً هو أنكم تجعلون جسمكم يتلقى شيئاً لا يلائمه. بالتأكيد، هناك أمراض جينية بحت. بالتأكيد، هناك أشخاص يولدون معرضين أكثر من الآخرين للإصابة بأمراض معينة.
مثلاً، هناك احتمال أكبر للإصابة بارتداد حمض المعدة إذا كان لديكم فتق في الحجاب الحاجز. ولكن ليس كل من لديه فتق في الحجاب الحاجز، يعاني من الارتداد.
انتظروا المقالة التالية : لا حرقة ولا نفخة : أسرار الهضم الناجح (الجزء الثاني)